٢١ نوفمبر ٢٠٠٧

موقفى من الإشتراكية
.
مقدمة: الإشتراكية تختلف عن الشيوعية تماما من حيث المنهاج والأيمان
.
.
انا ضد الشيوعية
التى تنتصر الفقراء فيها عن طريق تصادم الطبقات والمشاحنة.. وتحمل الضغينه لكل صاحب مال" وهذا إفتراء فليس كل صاحب مال شرير وليس كل فقير صالح بل ربما يكون العكس " ... وتفسر التاريخ على اساس مادى تغفل فيه الطبيعة الإنسانية... كما أنها لا تخلو من الأنانية والكراهيه... ويشعر مريديها من" الماركسيين" أنهم يملكون الحق المطلق وهذا قمة الجهل... و تقسم المجتمع إلى طبقتين مستغلة بكسر الغين ومستغلة بفتح الغين وهذا منافى للواقع .. كما أن فكرة القضاء على الملكية الفرديه تماما كما دعوا إليها درب من دروب العبث ... كما أنها ترى أن الحاكم لابد" وفقا لنظرتهم" أن ياتى من الطبقة الفقيرة" البوليتاريا" حتى ولو مارس قدرا من اليكتاتوريه وهذا بالتحديد ما مارسه" لينين و ستالين" بعد الثورة وبالتالى ونتيجه لهذا المبدأ ظهرت طبقة شعبيه " الكاتو" أو الإقطاعيين الديكتاتوريين الجدد الذين كانوا يعانون من مثل ما مارسوه هم.. تقديسهم لكتب وأفكار ماركس وإيمانهم بنظرية "الحتميات" يجعلك تتساءل من أين لهم بحتمية وقوع تنبؤاتهم" التى لم يتحقق منها شىء فيما بعد ".. وقد تم تلقينه للطلاب الروس كما لو أنه كتاب مقدس.."عبث" ... الشيوعيه ترى أن الوطنية بدعة من بدع الإستغلال و هذا إفتراء" وقد تخلوا عنه عندما لم يجدوا ما يدفع جنود روسيا للقتال أثناء الحرب العالمية وف هذا الوقت نادوا بالوطنية" .. كما أنها لا ترى أى تفاضل بين الناس ... كما أنها تطالب الناس بالتخلى عن متع الحياة كلها والتفرغ للإبداع و العمل ودون النظر لإختلاف طبائع الناس" او بمعنى أخر تحرّم على العامل متع الحياة كجزاء على عمله" وتفقد بهذا دافع فطرى للعمل و الإنتاج .. نظامها ف الحكم هو النظام الشمولى الذى يضع اللعبه السياسية كلها فى يد رجل واحد .. وتفسر الشيوعية"ماركس و أنجلز" الأديان على أنها جاءت من أجل إستغلال البشر وتقوية فئه على أخرى ..وهذا يدل على جهل شديد وعدم درايه بالدين الإسلامى العظيم وأنهم لم يكلفوا أنفسهم ليقرأوا فى القراّن أو كتب الحديث..... وإن كانوا هم يرفضون ممارسة الدين عندهم" ولا أقول الديانه المسيحية فهى من عند الله ولم تأتى من أجل الغرض الذى تحدثوا هؤلاء الجهلاء عنه وسيدنا عيسى" عليه السلام" كان مثلا ف الزهد البعد عن ملذات الحياه ولم يستغل احدا"وإن كانوا هم لم يتعرضوا للدين الإسلامى بصورة مباشرة بل أخذوه ضمن الخطاب جملة عن الأديان.. فكيف بالماركسيين العرب الذين يعلمون مدى روعة الإسلام ..لذا كان من الواجب عليهم أن يعرفوهم مدى عظمة الدين الإسلامى وأنه من عندالله عز وجل وأنه جاء من أجل الناس كافه وقاوم التكبر والإستغلال ورسول الإسلام "محمد"" صلى الله عليه وسلم" كان قائدا متواضعا لا يأخذ رأيا إلا بالشورى كان الرحمة المهداه ولم يسكن قصرا ولم يملك شيئا وكان منصرفا عن الدنيا متساميا عليها كان عطوفا كريما يتذكر فضل الله عليه... لذا فالشيوعية ملحدة مهما حاولوا التملص من هذه الحقيقة... وهى نظريه عرجاء لرجل مخبول .... وقد قادها اليهود حتى ماركس كان منهم "واليهود دائما"هم أعدائنا وأعداء الإنسانيه كلها... وأنا اشفق خاصه على المفكرين العرب الذين حصروا تفكيرهم على هذه النظريه وأستماتوا ف الدفاع عنها رغم أنهم كانوا قادرين على التفوق عليها وربما زيفوها هى نفسها حتى ينتصروا لها... وأتعجب لما وقفوا منبهرين هكذا أمام هذا الكلام الذى يفوح منه التكبر وأسلوب الفرض ... وكيف تخلوا عن أدميتهم وإحساسهم بذواتهم ودينهم عندما قالوا انهم " ماركسيين" لماذا عظموا من شانه كل هذا التعظيم لقد وصلوا إلى حد العبوديه له ولأفكاره المزيفة... نحن نتفق معها فى إنصافها للفقراء وكذلك فى مقاومتها للتسلط... لكننا نختلف معها فيما يفوق ذلك ألاف المرات و نستميت فى إختلافنا معها عندما تنكر وجود الله" عز و جل" وهذا يهدمها كلها رأسا على عقب لأن أى عاقل يحترم عقله ويحترم فطرته السليمه يجب أن يدرك أن الله" سبحانه وتعالى" حق وهو وحده خالقنا وخالق الكون كله من حولنا .....
وما حاجتنا بها من الأصل لكى نتفق معها أو نختلف .. وليذهب ماركس وشيوعيته وأفكاره إلى الشيطان.."
.
.
أما الإشتراكية
.
"كما رايتها"
"المؤمنة العربية الإنسانيه الديموقراطيه "
هى تنتصر للفقراء والمساكين عن طريق التقارب بين الطبقات والتحالف بينها بدون كراهيه أو تشاحن
.
الإشتركيه لا تكره صاحب المال إلا لو كان مستغلا لغيره .. يكسب بدون عمل .. أو بنى ثروته على سرقة حقوق غيره او من أعمال تنافى الصواب.. بل إنها ترى أن القيادة ستكون لرجال قد زهدوا فى رغبة التملك وهذا لن يتأتى إلا لشخص قد ذاق هذه المتع و زهد فيها
.
... كما أنها لم تتعرض للتاريخ بهذه النظرة الماديه المجردة....
.
ولا تطالب الإشتراكيه بالقضاء على الملكية الفرديه حتى لا يفقد الناس حافزا من حوافز العمل بل تطالب بتحديدها لكى تضمن الفرص الكريمة فى الحياة لكل فرد ومواطن " ولكى لا تكون دولة بين الأغنياء منكم "
.
فهى تساعد البشر على التحرر من عبودية المال و التى لا ينبغى للمرء إفناء حياته فى البحث عنه... بل تتيح له االفرصه للإبداع والوصول إلى الهدف و الغاية التى خلقه الله من أجلها بعدما تؤمّن له الجانب المادى اللازم لقوام حياته... وهذا لن يتم إلاّ بإمتلاك الدولة "الدوله هى الشعب " انا وانت " وليس رئيس و حكومه ... والصور التى ترفع هى صور الذين يعملون... ف المستشفى توضع صورة الممرضين و الاطباء.. و ف المصنع توضع صورة العمال والمهندسين ... ان يعود الملك " لحقيقته" ..ان يعود الملك "لله " عز وجل .. والله "سبحانه " استخلف بنى آدم جميعا " مشتركين " فيها "
- وبهذا تنتهى فكرة الدوله المؤسسيه .. وتبقى كمصلح لفظى لا يعنى مضمونه الحالى -
.
فلا يكون كل صاحب الرسالة فريسة لأطماع الماديين المستغليين
.
وهى تعنى بالتاكيد على قيمة العمل اليدوى والمهنى للإنسان" فالعمل رساله" ... فإذا نحينا السعى للمال جانبا سنجد الطبيب الذى يتفرغ لأبحاثه و علاج مرضاه دون القلق على سبل العيش وسنجد العالم الذى يمكث فى معمله والطالب الذى يدرس ما يحب دون التفكير فى أى المهن أكثر عائدا
.
الناس " يعملون من اجل انفسهم وبالتالى من حولهم .. وعند انفسهم .. لا عند شخص صاحب مال يسرق من ورائهم بدون ان يعمل .. الاشتراكيه تعنى ان يعمل كل انسان لنفسه لا لغيره .. والكل يعمل والأجر جزاء عمله .. فهى بذلك تشجع الملكيه الفرديه لكل شخص على حده .. تشجع بناء المصانع الصغيره التى يمتلكها العامل فيؤدى عمله ويكسب من وراءه وهكذا الفلاح الذى يمتلك قطعة ارض يزرعها لخيره وخير الجميع من حوله عن طريق تبادل المنفعه وهكذا الصياد الذى يملك مركبه والميكانيكى الذى يملك ورشته وهكذا يشترك الجميع سواء فى تبادل المنفعه بينهم "ويسخر كل منهم للآخر فالطبيب يعالج الزبال .. والزبال ينظف الشوارع .. وهكذا .. يشترك الجميع .. اما على الصعيد الاكبر ف المصانع الكبرى فالكل يعمل والكل يملك ....
.
الإشتراكيه وطنية وتربو إلى إعلاء قيمة الوطن عند الفرد فالوطن هو"الأم - الأسرة - العائلة -البلد التى تسكنها"
فهو فطرة إنسانيه وطبيعة بشرية
.
كما أن الإشتراكية "التى اراها" تقسم المجتمع "إقتصاديا" إلى "عليا, متوسطة, فقيرة" وتصب كل إهتمامها من أجل زيادة عدد الطبقة المتوسطة " وبهذا يتم مرحليا القضاء على الطبقيه" ولكن الإشتراكية لا يعنيها هذا التصنيف إنسانيا وترى الطبقة العليا هى الأكثر إيمانا و عملا وشرفا وإبداعا .. الإشتراكيه ترى التفاضل بين الناس ولكن ليس على أساس المال إنما على أساس الإيمان و العمل و العلم فلا يمكن المساواة بين ساعى للعلم والتفكير والتدبر مع جاهل متحذلق" مع توافر نفس الفرص" ولا يمكن المساواة بين العامل المجتهد والكسول الذى يعيش عاله على من حوله ولا يمكن المساواة بين المبدع الحر والإنسان الذى يقضى حياته تابعا سائرا ف القطيع متخلى عن ادميته وتكريم الله " عز و جل" له
ولكن الحكم على ذلك لله " عز وجل " فبذلك لا يتاتى لانسان ان يرى انه افضل من غيره"فالفضل كله لله"
.
الإشتراكيه لا تحرم الناس من متع الحياه فهذا حقهم وزينتهم التى أحلها الله " عز وجل" لهم ومن له بعد ذلك أن يحرمهم منها بل تساعد الناس على أخذ حقهم من متع الحياة" فقيرا كان أو غنيا" ولكن غاية ما تطلبه هو الإعتدال ف الإستهلاك والترشيد ف البذخ .. ودفع الناس"مع الأخذ بإختلاف طبائعهم" إلى التسامى او الزهد ف المتع الباليه
.
وتعتمد على مبدآن هامان.. وهما :
*
ان الناس جميعهم اخوه ..نسبا ودما .. فالكل لآدم .. فالأب واحد والأم واحده لكل البشر
*
ان الملك لله " عز وجل " .. والمال مال الله .. وقد استخلف الله عز وجل خلقه جميعا فيها
.
ولأن الأشتراكيه التى اراها ديموقراطية فهى لاترى أنها تملك الحق المطلق و ترى أن الأمر شورى عند احتياج المجتمع تقرير مصير عام" بغير أن يكون ف الأمر إستغلال لسذاجة البسطاء و دون خلق أصنام توقعهم فى عبادتها "
.
المساواه التامه بين البشر ولا يتدخل المال او العمل فى تحديد قيمة المرء فتكريم الله عز وجل للانسان اينما كان مقدار رزقه او عمله
والناس كلهم لآدم وآدم من تراب
والناس سواسية كاسنان المشط
.
الإشتراكيه التى اراها تعنى القضاء تماما على الأعمال الخدميه " خادم او ساعى او نادل " ولكن لابد ان يتأتى ذلك اولا بتحرير ممتهنى هذه المهن واشعارهم باحقيتهم فى ممارسة حياه متساويه مع الآخرين .. فتكون الدعوه للقضاء على تلك الاعمال صادره من اصحابها .. لا ان نرى لهم الامر ونفرضه عليهم فيعيدوا بعد مده قصيره نفس الكرّه من جديد
.
الاشتراكيه التى اراها ..تعتمد على التعاون والتآخى بين البشر وان يسخر كل مهنته فى سبيل غيره وهكذا..
فهى لا تعترف بوجود شخص له الحق فى فرض سلطته على غيره .. فيتكسب من عملهم وانتصاراتهم مجدا مزيفا لنفسه دونما ان يشارك فيه
.
الاشتراكيه لن تاتى الا كمطلب للأحرار
.
ولأن هذه الأفكار البناءه ظهرت فى مجتمعنا العربى الإسلامى"من قديم الزمان" لذا فنحن نعرف ديننا ونؤمن به ونؤمن ان الله ارسل رسوله" صلى الله عليه وسلم" لكى تكون حياة البشر أفضل... لذا فالإشتراكيه "التى اراها" مؤمنه بالله " عز و جل" فهو الحق"سبحانه وتعالى".. هى تستمد روحها من روح القراّن وتعاليم الرسول"عليه أفضل الصلاة والسلام"
ولأنى مسلم مؤمن .." راجع مقالى بمجلة أيامنا بعنوان" الأشتراكية وكيف يدعو الأسلام إليها" او راجع كتابات "العقاد فى إنتقاد الشيوعيه الملحدة العابثة والإنتصار للاشتراكيه المؤمنه العاقله التى تستمد روحها من روح الدين"
.
لذا أرى ان الأشتراكيه هى النظام الأقتصادى السليم والمناسب لمجتمعنا المصرى الذى يعيش أكثر سكانه تحت خط
الفقر .. وتستولى فيه الشركات الأمريكيه الصهيونية على إقتصادها
ولكن اؤكد انها لا بد ان تاتى كمطلب عام لا ان تفرض باستخدام السلطه والا يكون مانفعله هو نقل الناس من قطيع الى قطيع
لا اكثر
.
هذا الرؤيه ان لم تاتى كمطلب من افراد الشعب الاحرار .. فلا يصح ان تفرض عليهم بنظام شمولى قمعى

وأرى ان الستينيات حملت ملمحا "فقط ..ملمحا"من هذه النظرية
.
هذه هى الإشتركيه كما رايتها من خلال العديد من المطالعات والقراءات .. من خلال تأملات فى حياة الرسول والصحابه الأوائل ..
من خلال إعمال عقلى بعيدا عن التوابيت والأصنام الفكريه
.
لا تعنينى لفظة الاشتراكيه بمسماها مطلقا ولكن يعنينى مضمون ما كتبته
.

هناك تعليقان (٢):

mashahed يقول...

الرد على الرابط التالي
http://mashahed.blogspot.com/2007/11/blog-post_26.html

السـيد شبـل يقول...

هذا الرد متعلق بالجزئيه الخاصه بانتفادى للشيوعيه الماركسيه