٢٧ نوفمبر ٢٠٠٧

أطفال الشوارع"الذنب ذنبنا"

أطفال الشوارع"الذنب ذنبنا"
مبدأيا:
انا لا أحب تسمية هؤلاء الأطفال البسطاء "المجنى عليهم دائما "من قبل أسرتهم اولا والمجتمع الذى يعيشون فية ثانيا .." بهذا الأسم" لأن التصاق كلمه الشارع باسم الإنسان تعنى فى مجتمعنا المصرى ان هذا الإنسان هو شخص من الدرجه الثانيه... ومن الأصل لا يوجد فى الإنسانيه درجة اولى وتانيه .. فاحنا كلنا بنى آدميين.. كما ان تسميتهم ب" اطفال الشوارع" يعنى من الوهلة الأولى انك تتعامل مع مستوى متردى من الأدب والأخلاق وانا لا اراهم كذلك بل ارى فى كثير منهم البرآءه فى صورتها الأصلية كما ارادها الله ان تكون لدينا... ولكنى آسفا استخدمت هذا الإسم لكى يسهل التواصل مع القارىء
اسباب ظهورهم
:
1-الإنفصال بين الزوجين هوأولى اسباب ظهور هؤلاء الأطفال" المجنى عليهم" مع عدم رغبة اى من الطرفين ف الإحتفاظ بهم سواء لسوء الحاله الإقتصادية.. او إنتقاما من الطرف الآخر.. او لطبيعة انسانية جافة لا تحب وجود الأطفال ف حياتها
2- سوء الحالة الإقتصادية تعد عامل أساسى ومباشر فى ظهور هؤلاء المجنى عليهم...فالفقر قد يدفع الأب العاجز أو الأم المسنه " بتسريح" ابنائهم ف الشوارع بحثا عن لقمة العيش.. او قد يخرج الطفل من نفسه باحثا عن فرصه افضل ف الحياة بعيدا عن الام الفقر و الجوع والمرض.
3- افتقاد الطفل للحنان من الوالدين والقسوة والشدة ف المعاملة قد يدفع الطفل للخروج للشارع" وهذا الطفل يجب إحترامه" لماذا؟ لأنه ببساطة ذا طبيعه حرة وهبه الله" عز و جل" اياها هذه الطبيعه التى ترفض الذل والإهانه او القسوة ف المعاملة سواء من جانب احد الوالدين او عن طريق ازواج آبائهم عند حوث الإنفصال
4-بعض الممارسات الغير طبيعية من جانب الأبوين تجاه اطفالهم كالإغتصاب مثلا.... وهذا والحمدلله نادر الحدوث داخل المجتمع المصرى
5
- قرار نابع من الطفل ذاته؟ هناك شىء واحد الا وهو ان الطفل ذا الطبيعة الحرة الذى يرفض العنف او الإهانه التى قد يقبلها غيره الذى كما أنه قد يثور على الفقر الذى يحيط بعنقه او يرى انه يستحق مستوى افضل ف الحياه ظانا ان الشارع قد يوفر له هذا .... وهذ النوذج بالأخص يجب الإعتناء به وتقوية هذ الدافع عندة مع توفير السبل المناسبه لذلك... وهذا عكس ما يحدث فى بعض الأحيان
الذنب ذنبنا:
الذنب هو ذنبنا نحن وليس هم

الذنب هو ذنب مجتمع إنشغلنا فيه جميعا بالبحث عن " الماده" وما تصنعه لنا من متع مزيفة.... الذنب هو ذنب مجتمع خنقته المادية المزيفه وخنقت به كل المشاعر الإنسانيه.....الذنب هو ذنب مجتمع استأثرت بخيراته فئه معينه دون فئات عديدة أخرى....الذنب هو ذنبى انا وانت عندما تجاهلنا صياح طفل من الجوع أو آلام امراه عجوز لا تقدر على تربية ابنائها..... الذنب هو ذنبى انا وانت عندما تجاهلنا طفل بسيط تعذبه حرارة الشمس ف الصيف ولسعة البرد فالشتاء.. تجاهلناه وهو يحاول اداء خدمة لنا من منا لم يشاهدهم فى اشارات المرور يحاولون مسح سيارتك " عمل من حقه تقاضى اجر عليه"..لكننا تجاهلناهم وكأن القدر الضئيل الذى قد نعطيه لهم سيحينا ملوكا ناعمين ف العز.....الذنب هو ذنبنا جميعا عندما احسسنا ان مامعنا من مال هو ملك لنا لا والله بل هو ملك لله" عز وجل" وهبه لنا لكى يختبرنا به ويحسبنا عليه ... الذنب هو ذنبنا عندما اصبحنا جهلاء بديننا عندما انصرفنا عن قراءة وتدبر والعمل بالقرآن الكريم عندما انصرفنا عن حياة الرسول" صلى الله عليه وسلم".... وعندما انصرفنا عن ديننا وعلاقتنا بخالقنا شعرنا بأننا سنعيش للأبد وكأننا مخلدين ... سنموت وسنبعث وسنقف بين يدى الله" جل ثناؤه".. وسيسألنا لماذا لم تتصدقوا.. لماذا منعتم الماعون.. لماذا لم تقرضوا الله قرضا حسنا.. وفيم قضيتم اعماركم وفيم انفقتم اموالكم .. كيف سنجيب فى هذا الموقف العظيم.... الذنب ذنبنا عندما أصبح كل منّا يعيش لنفسه يأكل لنفسه يعمل لنفسه يجتهد لنفسه... نسينا اننا كلنا كالبنيان المرصوص نسينا اننا ف الأصل اخوة" بنى آدم "....
الذنب ذنبنا لأننا ببساطه قررنا أن نمر ف الدنيا مرور الكرام أن نرى الفقراء وكأننا لانراهم... أن نرى الحرمان و قسوة الحياة وكأننا قد حدث لنا تدمير للعصب البصرى الذى ينقل الصورة لعقولنا ....الذنب ذنبنا عندما فقط وفقط رأينا بأعيننا ولم نرى بعقولنا أو نرى بأيدينا

الذنب ذنبنا لأننا.. و لأننا.....
ماذا نفعل؟!
ربما سيألنى أحدكم " ماهو المطلوب مننا إذن؟"
أنا لا أميل للمشاريع الكبيرة بل لكى أكون اكثر صدقا نحن لا نستطع الآن القيام بمثل هذه الأعمال .. سأقولها بمعنى آخر نحن لن نستطيع تغيير حياة هؤلاء " المجنى عيلهم" إلى الأفضل"السبب فى ذلك هو ربما صغر أعمارنا بالإضافة إلى دوامة الدراسه التى تهيمن على حياتنا.. لكنه وبإذن الله سيأتى علينا اليوم .. وقريبا الذى نكون قادرين فيه على انتشال هؤلاء الأطفال انتشال حقيقى وتغيير حياتهم تغييرا جذريا"
اما الآن :
تصور أن لك قريبا " مسجون" انت تقدر هذا الشخص وتؤمن تماما ببرائته وتعرف أن السجن ليس مكانه وتثق تماما من هذا... وانت لست محامى ولا وكيل نيابه.... أتذهب إلى السجن مرتديا حزام ناسف مثلا!... كل ما يمكنك فعله لهذا القريب هو رسم ابتسامه" حقيقيه" على وجهه عند كل زيارة.. ربما تأخذ له هدايا... ربما تبارك فى عيده او تهنئه بالعيد... تستطيع أن تساعده ماديا.. تستطيع ايضا ان تساعده معنويا
هذا بالضبط ما أريده منى ومنكم ف الفترة الحاليه الى ان يشاء الله ويجعلنا قادرين على فعل الأكثر..هو..أن تقوموا بأعمال بسيطه فى ظاهرها عميقة المعنى فى باطنها...
سنـضرب أمثله قمت أنا والحمد لله.. بها شخصيا
1- يمكنك انت ومجموعه من أصدقائك تجميع الملابس القديمه " الغير باليه" تكون ف حالة جيدة.. تذكر انها تقع فى يدى"الله" عز وجل"... يمكنكم " تظبيط" المقاسات .. لكى تناسب الأطفال ثم غسلها ووضعها فى أكياس وتقديمها للأطفال.... أتمنى ان تضع معها شىء رمزى " باكو بسكوت مثلا" اى شىء " ورده" لو هتهديها لبنت صغيرة.. شىء من هذا القبيل.... تذكر ان المال مال الله... لذا فتذكر خضوعك له ولا تشعر ان لك فضل فى ذلك
2- هناك مواقف صغيرة وبسيطه جدا يمكنك مساعدة هؤلاء الطفال فيها" كل الشباب" غالبا ونحن جالسين على الكافتريات يمر احد الأطفال بيبيع مناديل مثلا .. ايه اللى يمنعك انك تقرر انك ما تشتريش مناديل غير من هؤلاء الطفال...ويمكنك مثلا انك تدفع ضعف ثمن العلبة وتجعل هذا الشىء عاده دائمه
3- كلنا فى إشارات المرور بنقابل هؤلاء الأطفال "شايلين فوط" وعلى استعداد انهم يمسحولك عربيتك.. ايه اللى يمنع ان احنا ناخد عهد بننا وبين نفسنا ان احنا سواء كنا ف عربيتنا او ف عربية حد غيرنا لازم نساعدهم بأى شىء الحكاية بسيطه جدا مش هتكلفنا حاجة... ويكفى شعور أن ترى شعور السعاده على وجه طفل " او وهو بيبوس ايده وش وضهر" لأنك اعطيته" والله هو العاطى الرزاق" جنيها او حتى نصف جنيه... ويكفى ما يكتب لك عند الله من حسنات
انا عارف ان كتير مننا بيترك لهم الفرصه انهم يمسحوله العربيه او احيانا بيشترى منهم حاجه لكن ياريت ده
يكون قاعده ف حياتنا.. شىء اساسى يعنى مش بمحض الصدفه

4-انت ممكن ف محيط المكان اللى انت عايش فيه دور عليهم ستجدهم حولك اختار منهم طفل وتعرف عليه اجعله يألفك" تذكر ان هؤلاء الأطفال يفتقرون لكل معانى الأمان فهم مطاردون من الجميع".. بعد هذا يمكنك التعرف على مشكلته.. حاول تحلهاوإن لم تستطع.. يمكنك أن تدخر جزء من دخلك .. مصروفك.. وتشترى طقم كاما جديد" كوتشى - بنطلون - قميص او جاكيت" ويمكنك أن تشارك ف ذلك مع اصحابك على نطاق واسع
5- حاول دايما انت اللى تساعد وتقوم بكل الأنشطه ولا تتوقف عند التبرع بالمال فقط
6-حاول تتكلم معاهم اجعلهم يشعرون أن الدنيا " لسه فيها خير"... ممكن تقول فزورة.. نكته... أى شىء حاول ترسم على وجوههم ابتسامه... اجعل هذ الأمر عادتك
اتمنى لو أى واحد منكم لديه افكار يكتبها ف التعليقات علشان نستفيد منها كلنا... واتمنى اننا نعمل كل ده ونحن نشعر بمسئوليتنا تجاههم لأن هذا سينعكس على تصرفاتنا معهاهم
انتظر اراء " شيماء" قلب وعقل وروح
حكاياتى:
اتذكر عندما قررت إنى اعمل اول حاجه اساعد بيها هؤلاء الأطفال... ربنا وفقنى وقدرنا انا ومجموعه من اصدقائى كان اهمهم " احمد شاكر".. اننا نجيب كل الملابس اللى احنا مش محتاجنها... غسلناها ووضعناها ف اكياس وانا حولت اكتب كلمه ولو بسيطه على كل كيس... خرجنا بعربيتى واخذنا ف البحث عنهم قابلنا اخيرا طفلين ..اسمعوا
بسرعه حكايتهم:
الأول ... هو فى سن التاسعه تقريبا.... والده متوفى.... كان يعمل سائقا... يسكن فى قريه الى جوار مدينتى لكنهم ف الأصل ينتمون الى مدينه ساحليه" ببساطه لاتوجد لديه روابط عائليه ف قريته..لاعم و..لاخال".... الأم متقدمه ف السن إلى حدما وكفيفة وهى على حد تعبيره" ست طيبه" بتاع ربنا يعنى.... لايوجد أحد لينفق عليه وهو فى هذه السن يعول نفسه وأمه الكفيفة...
الثانى..... هو لايعلم ماعمره بالتحديد....لكنه فى سن العشرة تقريبا.....والداه منفصلين منذ مده طويله..... لا يرى امه منذ ان كان طفلا لأنها لا ترغب فى رؤيته من الأصل..... كان يعيش مع والده لكن قسوة و عنف الأب دفعه للجوء الى الشارع

بعد كده اخدناهم ف العربيه بحثا عن باقى اصحابهم علشان نعطيهم ما معنا من ملابس.. أفضل شىء ان انا ف الطريف حاولت افتح معاهم حوارات كان هدفى منها رسم ابتسامه... زرع شعور بالأمان ... كنت حابب احسسهم بقيمتهم الكبيرة عند الله... وكنت عايز ازرع بداخلهم شعور بالأمل..
انا فاكر كلامهم كان بيدور حول " جدعنتهم" مع بعض ف الخناقات .. وواحد منهم قاللى انا لازم ابعد عن البنات اللى بشوفهم علشان ..حرام.. ما اروع هذا الصبى.. كثير منّا لا يتذكر" الحرام"...
كان واحد منهم يصلى كلما امكنه اما الآخر فهو لايعرف من الأصل كيفية الصلاه
شعرت ان بهم براءه ليست ساذجة.. طهر ونقاء وسط ما يعيشون فيه من تلوث نصنعه نحن لهم بعوادم سيارتنا ومخلفاتنا التى نرميها ف الشارع الذى يعيشون هم فيه....شعرت بمدى التفاؤل وحب الحياه بالرغم ماهم فيه تسمع ضحكاتهم تخرج من قلوبهم..
اتذكر الآن هذا الطفل الصغير "7سنوات" او يمكن اقل الذى جاء على " زهرة البستان "حيث نجلس انا و" احمد سلامه" ليبيع مناديل... قد ايه الناس تجاهلته وكأن الجنيه ده احنا ما بنصرفش اده عشرين مرة.... لكن الواد سلامه اشترى منه علبه... قد ايه فرح الطفل الصغير واصر على انه يسمعنا اغنيه....كانت اغنيه بسيطه من اغانى الاطفال.. لكن ما أجمل فرحته وسعادته و ابتسامته التى ربما لا تراها على وجوه اطفال اخرين
.............
احسست من كلامى معهم... بحبهم لله" عز وجل"... وحب الله لهم.... شعرت ان دعائهم مستجاب.... ورأيت علامات وقسمات رضا الله " سبحانه" على وجوههم.... احسست ان قلوبهم بيضاء ناصعه بل هى ايضا مشرقه بالرغم من ازرقاق لون وجوههم بسبب العوادم والتلوث..... رأيت فيهم حب وإيمان وأمل
..................
رجاء اخير... اتمنى لو حد منكم اقتنع بكلامى ممكن تنزل الصورة اللى فوق او أى صورة غيرها وياريت تكتب عليها

اطفال الشوارع الذنب ذننبا

"

هناك ٧ تعليقات:

أميرة يقول...

انا قلت احجز مكان بما انك لسة منزل البوست حالا :D

ماشاء الله بتحب عبد الناصر

وصلاح جاهين ويوسف شاهين ايه الحلاوة دى

على يزة اقولك بس موضوع انى اعمل بوستات واجدد اصبر على رزقك هتشوف حجات كتير

تحياتى

غير معرف يقول...

الموضوع الى انت كاتبه بجد رائع يا شبل
يمكن لانى انا كمان عندى نفس الاحساس اننا سايبين الاطفال دول كده من غير ادنى اهتمام حتى لو وقفوا ادامنا مش هنشوفهم حاجه تضايق وتغيظ وتنرفز
ربنا يقويك ويكرمك وشكرا على الافكار
سلامى

السـيد شبـل يقول...

شيماء:
لتمنى بجد يكون عجبك
واتمنى بجد تكونى استفدتى من الافكار اللى انا قلتها
وياريت نرتب مع بعض مشروع جديد

د/اجدع بنوته يقول...

والله بجد الواحد لما بيقرى كلام عنهم او يحتك بيهم او يشوف صور ليهم

قلبوا بيتقطع وبيبكى م جواه دموع ابشع م انو ينذفها لبرا

كلنا نتمنى نعملهم حاجه بس مش لاقيين اللى يوحدنا ونشتغل كجروب واحد

ربنا يحميهم

وشكرا ع الكلام اللى يقطع القلب ده

السـيد شبـل يقول...

ان شاء الله احنا على وشك ان احنا نكون جروب لمشروع ما وهنبتدى فيه فورا

alzaher يقول...

شاركت مؤخرا في فيلم بعنوان "الغابة" يتناول نفس القضية وسأكتب عنه قرياب على مدونتي

أحمد سلامــة يقول...

المشكلة الكبري يا صديقي
بعد خمسة
عشرة
عشرين سنة من الان
سيكون هناك البلطجي وتاجر المخدرات والسفاح كالعادة
هذا الصبي الذي ابتعت منه المناديل لا اعلم ما الذي سيصبح عليه بعد عشرة اعوام من الان
هل سوف اامن على طفلي الصغير عندما ياتى منه ان بقى هكذا